الحياة قد تبدو كلمة بسيطة بمعنى النّموُّ والبقاءُ،ولكن لا يمكن أن تخدعك بساطة الكلمة، فنحن نعيش في طريق نمضى به لتحقيق أهدافنا وسد حاجاتنا من مختلف النواحي، هذا هو تعريف الحياة الواقعية التى نسير بها ونتعايش معها، حياتنا حياة، سهولتها وصعوبتها تتحدد بتفكير الفرد، وإذا صح القول تتحدد بتفكيره، فإذا تعامل الإنسان مع الأشياء الصعبة بسهولة فسيجد حياته أسهل، على سبيل المثال، إذا كنت في إمتحان وتفاجئت بسؤال صعب، فإذا تعاملت مع هذا السؤال بنفس الأمثلة التى قمت بدراستها فلن تجد صعوبة في الإجابة عن هذا السؤال، في الحقيقة هذا مثال واجهه أغلب الناس في حياتهم.
الحياة تنقسم الى ثلاث اقسام: الماضي والحاضر والمستقبل، الماضي ما قمنا بمعايشته وتأثرنا به بما يكفي، ولكنه مضى بكل ما فيه من أفراح وأحزان، من سعادة وحزن، من طيبين ومنافقين، مضت ولكننا تعلمنا منها، تعلمنا من أخطائنا، لذلك لم يعد هناك داعي لأن تتمسك بالأحزان بل يجب عليك أن تتمسك بما تعلمته منها...
ثم أكمل طريقك للحاضر التى تعيشه الأن بتفائل وبسعادة وبعمل وبجهد ومثابرة، وإلا كيف يمكن لأهدافك وأحلامك أن تتحقق، ثابر وجاهد وقتك رغم تعبك ومعاناتك، ولكن تذكر الفرحة العظمى ستكون في النهاية، تذكر تلك اللحظة دائماً؛ لأنها ستكون مصدر قوة لك في سَيرك للمستقبل...
الإنسان من طبيعته الخوف من المستقبل؛ لكثرة التساؤلات التى تراوده في عقله مثلاً هل ما لدي من مال سيكفي لأولادي ويسد حاجاتهم؟، هل سأنجح في إمتحاني؟ ...الخ، وغيرها من التساؤلات التى تفكر بها، ولكن لماذا؟ أنت ستستطيع أن تحقق كل ذلك، إن لم تمضي ماضيك وحاضرك هباءً، فالحاضر هو أساس المستقبل، فإذا قمت بقضاء حاضرك في كل شئ مفيد ولم تمضيه عبثاً، فامضي للأمام وتوكل على الله هو حسبك وداعمك الأول.
هكذا هي الحياة حاضرك سيكون ماضيك خلال ثواني، ومستقبلك أيضاً سيكون حاضرك خلال ثواني، فلا حاضر باقي ولا مستقبل، كله يمضى ونحن معه نمضى، أحسن حاضرك لإحسان ماضيك، وقم ببناء حاضرك لتصل لمستقبلك تجده بناءً كما تحلم.
في النهاية الحياة ليست صعبة، وإنما تفكيرنا بصعوبتها يجعلها صعبة، خذ الأمور بسلاسة مهما كانت، تجد الحياة بسيطة، وتذكر أن الحياة تمضى ونحن أيضاً.
سامي عتباني