لِما أجد التفكير العميق أمرٌ مرهق ..!
حالة خاصة تدفعك للإتحاد مع ذاتك وتصبح غير مبال سوى لأشباه نفسك !
تَجد في هذه الحالة راحة لا توصف وإستقامة في التفكير تغنيك عن ألف مجلس وكتاب ..هذا التفكير يستهلكك ويهلكك لو كنتَ محاط بحياة روتينية لا تُشجع على فك شفرة البيضة و الدجاجة !..
التفكير العميق يَسحب منك طاقة الزمن و الحياة فلا تكفيك سويعات اليوم لتعيش مع الفكرة بحد ذاتها فحتى التسويف والتي هيا عادة الكسالى من الناس لا تستطيع أن تطبقه أثناء محاصرة روحك بفكرة ما والتعمق فيها ..!
فالفكرة هي أنك تصبح أكثر ملاحظة وعزلة وتحبُ الصمت لأنه موطن يُرحب بمن فكره شاغل وروحه متقدة..
التفكير العميق يساعدك على فهم نفسك وفهم بعضا من دروس الحياة فتجد في موقف فلان درس قيم وضحك فلان أعمق رسالة ربما لن تُقال بمثل تلك المصداقية مرة أخرى..لذا من حق نفسنا علينا أن نتعمق في التفكير ونتدارك بعض الأخطاء ونصلح ما أمكن !
رغم صعوبة فهم بعض الأشياء على حقيقتها إلا أن فهم جزء منها يضئ بداخلنا وعي مختلف لمجريات الأمور ، فتستغرب لكمية المشاعر الغلط التي كانت تتداول في تلك اللحظة فتُدرك أنَّه سحر الوعي ..مفعوله أخطر مما نظن !
ممكن أن يجعلك سعيدا طوال حياتك لمجرد أنك فهمت بعمق منطق الأحداث وبحكمة طريقة حل أي مشكلة دون أن تُستهلك لآخر نفس ..الحياة تصبح أكثر تعقيدا لو كانت نضرتنا لها سطحية بمشاعر أعمق مما لا ينبغي أن تكون !
في نظري توجد داخل هذه الحياة حياة اخرى يمكن أن نستمتع فيها أكثر ونضحك فيها أعمق ونحب بإعتدال ..هي حياة توجد عند كل شخص عندما يترك سفاسف الأمور ويترك ما لا يعنيه بالمعنى الحرفي فينشغل بنفسه أكثر فأشبه هذه الحالة بشخص كان يأكل كل شئ وفجأة قرر أن ينظم أكله ( ريجيم ) سيصبح يستمتع بقطعة التفاحة و مذاق الخضر ويترفع شيئا فشيئا عن ما يضره فهكذا هي النفس ..ريجيم قاسي عن كل شئ يحبط و يقلل من قيمة المرء من الرفقة إلى ما نتناول من أكل !
سامي عتباني